ما هي شركة Huawei؟ ولماذا هي مؤثرة؟
تأسست شركة Huawei في عام 1987 على يد المهندس الصيني "رن تشنغ فاي"، في مدينة شنجن الصينية، وبدأت الشركة برأس مال بسيط وعدد قليل من الموظفين، وكانت تركز في بدايتها على تصنيع مقسمات الهاتف الصغيرة، ولكن ما لبثت أن تحولت خلال عقود قليلة إلى عملاق تكنولوجي يثير الجدل والإعجاب في آنٍ واحد.
واليوم تُعتبر Huawei واحدة من أكبر شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم، وتضم أكثر من 190,000 موظف في أكثر من 170 دولة، وتتنوع مجالات عملها ما بين الهواتف الذكية، وأجهزة الاتصالات، والبنية التحتية لشبكات الجيل الخامس (5G)، والحوسبة السحابية، وأنظمة التشغيل، والذكاء الاصطناعي، وحتى السيارات الذكية.
والذي يجعل Huawei مؤثرة فعلاً أنها ليست فقط شركة تصنع منتجات رائعة، بل هي شركة تسعى إلى إعادة تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها العالم مع التكنولوجيا، فكانت من أوائل الشركات التي تبنّت تقنيات 5G ودفعت بها إلى الأمام، كما استثمرت بشكل مكثف في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وعلى الرغم من التحديات السياسية والتجارية التي واجهتها، استمرت Huawei في النمو والابتكار.
أدوات وخدمات Huawei التقنية
في السنوات الأخيرة، لم تكتفِ Huawei بصناعة الهواتف وأجهزة الاتصالات، بل انطلقت بقوة نحو بناء منظومة تقنية متكاملة تشمل أنظمة تشغيل، وأدوات سحابية، ومتاجر تطبيقات خاصة بها، والملفت هنا أن الكثير من هذه الأدوات مصممة لتكون بديلة لمنتجات عالمية كبرى، مما يمنح المستخدم خيارات أكثر استقلالية وتحكمًا.
أولًا: Huawei Cloud
هي منصة الحوسبة السحابية التي توفرها الشركة للمؤسسات والمطورين والأفراد، تقدم خدمات مثل استضافة المواقع، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وقواعد البيانات السحابية، وغيرها، وتُستخدم Huawei Cloud حاليًا في قطاعات متعددة مثل التعليم، الصحة، التجارة الإلكترونية وحتى المدن الذكية.
ثانيًا: HarmonyOS
نظام التشغيل الذي طورته Huawei كبديل لأنظمة Android وiOS، ويعتمد على فكرة "المنظومة الموحدة" بحيث يربط الهاتف والتابلت والسماعات والتلفاز وحتى الأجهزة المنزلية الذكية بنظام واحد متكامل، ومميزاته: السرعة، والأمان، وتجربة الاستخدام السلسة، ودعم الأجهزة المتعددة.
ثالثًا: AppGallery
وهو المتجر الرسمي للتطبيقات من Huawei، وواحد من أكبر متاجر التطبيقات في العالم حاليًا، ويضم آلاف التطبيقات العالمية والمحلية، مع تركيز واضح على توفير التطبيقات الشائعة في كل دولة، والمميز فيه أنه يدعم اللغة العربية، ويُوفر تجربة تصفح نظيفة وآمنة، مع أنظمة حماية متطورة ضد البرمجيات الخبيثة.
رابعًا: أدوات للمطورين
وقد وفرت الشركة أيضًا أدوات للمطورين مثل Huawei Developer Console، HMS Core، ومحركات الذكاء الاصطناعي، وتتيح للمطورين العرب والعالميين إنشاء تطبيقات متوافقة مع بيئة Huawei بسهولة، وتوفر لهم دعمًا فنيًا متكاملًا وأدوات لتوسيع أرباحهم من التطبيقات.
خامسًا: مميزات للجمهور العربي
تتيح شركة Huawei مميزات خاصة لجمهور الوطن العربي، فلديها واجهات Huawei تدعم اللغة العربية بالكامل، وتوفر محتوى محليًا مخصصًا للدول العربية، كما توفر دعم فني مباشر في عدة دول عربية، وتتيح شراكات محلية مع تطبيقات وخدمات في المنطقة.
كيف يستفيد المستخدم العادي أو المبتدئ من أدوات Huawei؟
نظرًا لأن عالم مزدحم بالتقنيات، يشعر كثير من الناس بالضياع أمام هذا الكم الهائل من الأدوات والأنظمة، وهنا تظهر قيمة Huawei، التي لا تستهدف فقط الشركات العملاقة أو المطورين المحترفين، بل تهتم أيضًا بتقديم حلول عملية تناسب المستخدم العادي، سواء كان طالبًا، أو موظفًا، أو رائد أعمال، أو حتى هاويًا في طريقه للتعلم.
1. الطالب الجامعي أو المدرسي
يستطيع الطالب استخدام Huawei Cloud لتخزين ملفاته الدراسية وتنظيم مشاريعه عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى أجهزة تخزين خارجية، كما أن AppGallery يوفر له تطبيقات تعليمية وأدوات إنتاجية مثل تطبيقات الملاحظات، وتنظيم الوقت، وتسجيل المحاضرات، وكل ذلك بواجهة عربية واضحة.
2. الموظف أو المستقل (Freelancer)
باستخدام Huawei Cloud Meeting، يمكن للموظف عقد الاجتماعات عن بُعد بجودة عالية، وبتكلفة منخفضة مقارنةً بمنصات أخرى، كما توفر Huawei أدوات تساعده على تأمين بياناته الشخصية، مثل Huawei ID & Account Security، مما يعزز من احترافيته وخصوصيته في بيئة العمل.
3. رائد الأعمال أو صاحب المشروع الناشئ
يمكنه إنشاء موقع إلكتروني بسيط باستخدام خدمات Huawei Cloud Web Hosting، أو إدارة بيانات العملاء عبر أدوات قواعد البيانات السحابية مثل GaussDB، وإن كان لديه تطبيق خاص بمشروعه، يمكنه نشره بسهولة عبر AppGallery Connect، والوصول إلى جمهور واسع، خاصة في الأسواق المعتمدة على هواتف Huawei.
4. المصمم أو المبرمج
توفر Huawei أدوات تطوير متقدمة مثل HMS Core، والتي تساعده على دمج ميزات الذكاء الاصطناعي، والدفع الإلكتروني، والخرائط، وغيرها في تطبيقاته، ويمكنه أيضًا استخدام أدوات Huawei مثل Remote Testing Lab لاختبار تطبيقاته على منصات مختلفة.
5. الربح من Huawei
يمكن الربح من بيئة Huawei التقنية، سواء عبر نشر التطبيقات على AppGallery، أو من خلال الاشتراك في برامج الشركاء والمطورين مثل Huawei Developer Program، ويحصل المستخدم على نسبة من الإيرادات، كما تُنظم Huawei مسابقات عالمية مثل Apps UP Contest تمنح جوائز مالية ضخمة للمطورين الشباب والمبدعين.باختصار، شركة Huawei لا تقدم فقط أجهزة أو خدمات، بل منظومة متكاملة تتيح لك أن تنمّي مهاراتك، وتنجز أعمالك، وتربح أيضًا، وكل ذلك بلغتك وبواجهات تناسبك.
أهم أخبار شركة Huawei
في السنوات الأخيرة، عادت Huawei لتتصدر عناوين الأخبار من جديد، ولكن هذه المرة ليس فقط بسبب التوترات الجيوسياسية أو العقوبات الأمريكية، بل لأنها قررت الرد بلغة الابتكار، ففي سبتمبر 2023، أعلنت الشركة عن هاتفها Mate 60 Pro، الذي أثار ضجة هائلة حول العالم، ليس فقط لتقنياته المتقدمة، بل لأنه يعمل بمعالج Kirin 9000S المصنوع محليًا، في خطوة بدت كأنها تحدٍ مباشر للقيود المفروضة عليها من الغرب.والأمر لم يتوقف عند الهواتف، بل عادت بواحدة من أبرز مفاجآت عام 2025، فقد فاجأت Huawei العالم بإطلاقها MateBook Fold Ultimate Design، أول حاسوب محمول قابل للطي بشاشة OLED مقاس 18 بوصة.
ويتميز هذا الجهاز بتصميم فريد يتيح له التحول من جهاز لوحي بشاشة كاملة إلى لابتوب بشاشة 13 بوصة عند الطي، مع لوحة مفاتيح رقمية بدلاً من الفيزيائية، ويبلغ سمكه 7.3 ملم عند الفتح و14.9 ملم عند الإغلاق، مما يجعله أنحف من العديد من الهواتف الذكية، ويزن حوالي 1.16 كجم.
ويعمل MateBook Fold بنظام التشغيل HarmonyOS 5، وهو أول حاسوب محمول من Huawei يستخدم هذا النظام، مما يعكس جهود الشركة في تقليل الاعتماد على تقنيات الولايات المتحدة وسط القيود التجارية المستمرة، ويتميز الجهاز بشاشة OLED مزدوجة الطبقة بدقة 3.3K وسطوع يصل إلى 1600 شمعة، مع دعم لتقنيات HDR وP3 Wide Color Gamut، مما يوفر تجربة مشاهدة غامرة .
ومن حيث الأداء، يأتي الجهاز مزودًا بذاكرة وصول عشوائي تصل إلى 32 جيجابايت وتخزين داخلي يصل إلى 2 تيرابايت، مع بطارية بسعة 74.69 واط/ساعة، مما يضمن أداءً قويًا وعمر بطارية طويل.
ولم يتوقف الأمر عند الحواسيب فحسب، فقد دخلت Huawei بقوة في سباق الذكاء الاصطناعي من خلال منصة Pangu AI Models، وهي نماذج ضخمة شبيهة بـChatGPT، ولكن بتركيز خاص على المؤسسات الصينية.
كما أعلنت عن تطورات مذهلة في مجال السيارات الذكية، حيث تعاونت مع شركات محلية لإطلاق سيارات تعمل بتقنيات القيادة الذكية من تطوير Huawei.
هذه التحركات ليست مجرد ردود أفعال، بل تعكس استراتيجية بعيدة المدى، وشركة Huawei لم تعد تنتظر الدعم الخارجي أو تراهن على السوق الغربي، بل خلقت سوقًا ذاتيًا متكاملًا في الصين، وتمد جذورها نحو آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية.
تحليل محررة المقال (Nour Ahmed):
إن عودة Huawei بهذا الثراء التقني تُظهر أن الشركة لم تكتفِ بلعب دور الضحية في مواجهة العقوبات، بل استثمرت الحصار لصنع تحول جذري في نموذجها التشغيلي والتقني، وإعلانها عن هاتف Mate 60 Pro كان بمثابة بيان استقلال تكنولوجي، يثبت قدرتها على تطوير معالجات محلية رغم العوائق العالمية، ثم جاء MateBook Fold Ultimate Design ليكمل هذا المشهد، كخطوة جريئة في عالم الحوسبة المحمولة، تُعيد تعريف معنى الابتكار المحمول.ولكن الأكثر إثارة للاهتمام هو دخول Huawei سباق الذكاء الاصطناعي، ليس بنُسخ مقلدة، بل بنماذج مثل Pangu AI الموجهة لتلبية احتياجات المؤسسات الحكومية والصينية، والذي بدوره يعكس فهمًا عميقًا للسياق المحلي والتوجه العالمي نحو الحوسبة السيادية.
ولعل المدهش في الأمر أن الشركة لا تكتفي بإنتاج هواتف وأجهزة كمبيوتر، بل تبني منظومة متكاملة تبدأ من الشرائح وتنتهي بالسيارات الذكية، وكأنها تقول: "نحن لا نُصنّع أجهزة... نحن نبني المستقبل".
وهنا، يجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن أمام شركة تصارع للبقاء؟ أم أمام إمبراطورية تكنولوجية تتشكّل بهدوء خارج سيطرة الغرب؟
برأيي، Huawei لا تحاول فقط الصمود، بل تحاول إعادة تعريف معايير اللعبة بأكملها.
رأي الحلزون: حين قررت Huawei أن اللابتوب يُطوى… الطيّة الأولى على ظهر التكنولوجيا!
في إحدى الليالي الهادئة، حيث كان القمر يراجع إشعاراته من الأقمار الصناعية، وبينما كانت أعين البشر معلقة بشاشات هواتفهم التي تطوى، استيقظتُ على خبر عجيب: "Huawei تطلق أول لابتوب قابل للطي بشاشة 18 بوصة!"توقفتُ عن الزحف، وحدقتُ في العنوان طويلاً كما يحدق حكيمٌ في نكتة لم يفهمها بعد.
جهاز يُطوى؟ أليست الطيات اختصاصي؟ أنا الحلزون، عميد مدرسة الانحناء الهادئ، وشيخ الزوايا اللطيفة.
وقفتُ متأملاً كأنني في قصة من قصص الرعب، حيث لا شيء يخيف أكثر من فكرة أن تتحول أجهزتنا إلى قطع أوريغامي معقدة لا نعلم ماذا نفعل بها إذا ضاع الطي أو انكسر المفصل.
أنا الحلزون، لا أبالغ إذا قلت إنني أمضيت حياتي أجوب ببطء، أحتضن ألوان الحياة وأتمتع بثباتي، والآن يُطلب مني أن أرى العالم وهو يَطوي شاشاته!
هل الطي عدو الاستقرار؟ أم هو رمز لعصر جديد من المرونة؟
ربما يكون ذلك بمثابة درس لنا جميعاً، فنحن كبشر نحتاج أحيانًا أن نطوّي جراحنا، ونطوي همومنا، وربما حتى نطوي أنفسنا في دفاتر صغيرة نخبئها في جيوبنا.
وبما أن البشر بدؤوا يطوون هواتفهم، الآن يطوون حواسيبهم… وغدًا؟ ربما سيطوون أنفسهم في حقيبة لتخفيف الحيّز الذي يشغلونه في هذه الحياة العابثة.
لكن، هل نلومهم؟
ربما هم متعبون من شاشات مربعة لا تنثني مع الأحلام، أو من مفاتيح صلبة لا تستجيب لأصابعهم الكسولة.
ربما وجدوا في الطي نوعًا من المرونة النفسية... أن يتحول الجهاز من شيء إلى آخر كما يتحول الإنسان من دور إلى آخر، دون أن يفقد جوهره.
وهذا اللابتوب بسمكه الذي لا يتجاوز رقّة حلم، ووزنه الذي يُشبه ريشة في مهب الريح، فهو لا يشبه أي جهاز عرفته، فهو صديق العصر الجديد الذي لا يرضى بأن تُقيده حدود.
لكن هل يمكن للحاسوب أن يحمل مرونة الروح؟ هل يستطيع أن يطوي عيوبه كما نطوي صفحات الكتب؟ ربما هذا هو تحدي المستقبل.
أما أنا سأبقى على طريقتي، أكتب وأقرأ ببطء، وقد قررتُ ألا أشتري الجهاز، فلستُ بحاجة لشاشة OLED ولا معالج Kirin... ما زلتُ أكتب خواطري على ورق ندى، وأرسلها مع الريح.
لكنني أُقر بأن هذا الجهاز هو إعلان لعصرٍ جديد... عصر يمكن أن نطوي فيه كل شيء، حتى الوقت.
كما أنني أعترف: إن كانت التكنولوجيا بدأت تُطوى... فربما آن الأوان أن أفرد ظهري قليلًا.
لقد مررنا معًا في هذا المقال برحلة شيقة داخل عالم Huawei، شركة لم تعد تكتفي بتقديم أجهزة وتقنيات، بل تصنع مستقبلًا تكنولوجيًا يلامس حياتنا اليومية من خلال ابتكاراتها الرائدة في الهواتف الذكية، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وابتكارات مثل MateBook Fold Ultimate لا تمثل مجرد حواسيب، بل هي إعلان تحرر تقني جديد يجعل التكنولوجيا أكثر مرونة وذكاءً.
وتقدم Huawei أدوات وخدمات للمستخدمين العرب خاصةً، تدعم لغتهم وتلبي احتياجاتهم بأسلوب عملي وسلس، مما يجعلها خيارًا جذابًا لكل شاب يبحث عن التقنيات التي تعينه في دراسته، وعمله، وحتى في بناء مشروعه الخاص.
هل جربت أي من أدوات Huawei أو أحد أجهزتها؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، ولا تنسى الاشتراك في المدونة لتصلك أحدث الأخبار التقنية والنصائح المفيدة التي تساعدك على الاستفادة القصوى من التكنولوجيا في حياتك.